التعلق العاطفي المرضي: لماذا نحب من يؤذينا؟

 

التعلق العاطفي المرضي: لماذا نحب من يؤذينا؟

التعلق العاطفي المرضي: لماذا نحب من يؤذينا؟


هل وجدت نفسك يومًا تعود إلى شخص يؤذيك عاطفيًا رغم كل الألم الذي يسببه؟ هل تتساءل لماذا تجد صعوبة في الابتعاد عن علاقة تسبب لك الحزن والإحباط؟ هذا هو التعلق العاطفي المرضي، ظاهرة نفسية عميقة تجعلنا نحب من يؤذينا، دون أن نفهم السبب الحقيقي خلف هذا السلوك.

فهرس المقال

ما هو التعلق العاطفي المرضي؟

التعلق العاطفي المرضي هو نمط من العلاقات التي تعتمد على الارتباط النفسي العميق والمفرط بشخص ما، حتى لو كان هذا الشخص يؤذي الآخر بشكل مستمر. في هذه الحالة، يشعر الشخص بعدم القدرة على الابتعاد أو إنهاء العلاقة، رغم الألم النفسي والجسدي الذي يتعرض له.

أسباب التعلق العاطفي المرضي

  1. تجارب الطفولة: قد ينشأ التعلق المرضي من نقص الحب أو الإهمال العاطفي في الطفولة، مما يجعل الشخص يبحث عن الحب بأي ثمن.
  2. انخفاض تقدير الذات: عندما لا يثق الشخص بنفسه، يعتقد أنه لا يستحق علاقة صحية ومحبة.
  3. الخوف من الوحدة: الرهبة من العزلة تدفع الشخص للتمسك بعلاقات مؤذية بدلًا من الانفراد.
  4. نمط التعلق السابق: تأثيرات من علاقات سابقة أو من الأسرة تشكل طريقة التعلق في العلاقات الحالية.

علامات التعلق العاطفي المرضي

  • شعور مستمر بالحاجة إلى إثبات الذات للشريك.
  • خوف شديد من فقدان العلاقة رغم الأذى النفسي.
  • تنازل دائم عن الاحتياجات الشخصية لإرضاء الآخر.
  • عدم القدرة على وضع حدود صحية.
  • الشعور بالذنب أو الخجل عند التفكير في الانفصال.

قصص حقيقية لعلاقات سامة

نورة كانت تعيش في علاقة تجعلها تبكي سرًا كل ليلة. كانت تحب زوجها رغم إهاناته المتكررة. تقول: "كنت أعتقد أن حبي له سيغيره، لكن الألم ازداد، ولم أجد من يسمعني إلا نفسي." بعد سنوات من المعاناة، بدأت رحلة العلاج النفسي التي غيرت حياتها.

أيمن عاش قصة مماثلة مع صديقته التي كانت تهمله عاطفيًا. "كنت دائمًا أبرر تصرفاتها وألوم نفسي، حتى فقدت نفسي." بعد دعم من أصدقائه وعائلته، تعلم أن يضع حدودًا ويحب نفسه أولًا.

لماذا نحب من يؤذينا؟

الحب ليس دائمًا منطقياً. أحيانًا تسيطر على عقولنا مشاعر عميقة من الخوف، الحاجة، والألم. نحب من يؤذينا لأن:

  • يرتبط هذا الحب بذكريات الطفولة والاحتياجات غير الملباة.
  • نبحث عن الاعتراف أو التقدير في علاقاتنا.
  • نعتقد أن الألم جزء لا يتجزأ من الحب.
  • نفتقر إلى أدوات التعامل مع الانفصال والرفض.

كيف تتعافى من التعلق العاطفي المرضي؟

  • الوعي الذاتي: التعرف على نمط التعلق هو الخطوة الأولى نحو الشفاء.
  • طلب الدعم النفسي: العلاج النفسي يساعد في فهم جذور المشكلة وتعلم مهارات جديدة.
  • تعزيز تقدير الذات: ممارسة التمارين التي تعزز الثقة بالنفس وتطوير الذات.
  • وضع حدود صحية: تعلم قول لا والاعتناء بالنفس دون شعور بالذنب.
  • البحث عن علاقات داعمة: الاصطفاف مع أشخاص يفهمون قيمتك ويشجعونك.

بناء علاقات صحية ومستقرة

لتحقيق علاقات ناجحة، من المهم أن نبدأ بأنفسنا. عندما نحب أنفسنا، نتمكن من بناء علاقات قائمة على الاحترام، الثقة، والتفاهم المتبادل. لا تخف من طلب المساعدة إذا شعرت أنك تحتاج إلى دعم.

خاتمة: أنت تستحق الحب الحقيقي

لا تقبل بأقل مما تستحق. التعلق العاطفي المرضي يمكن تجاوزه بالوعي والعمل على الذات. الحب الحقيقي لا يؤذي، بل يرفع ويشجع. امنح نفسك فرصة للشفاء والعيش بسعادة تستحقها.

بقلم: فريق Happikeys – لأن صحتك النفسية تستحق العناية.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

🌸 شبكة أراباز — مواقعنا الأخرى

تابع المزيد من المواضيع المفيدة على مواقعنا التالية: