هل أنا شخص حساس عاطفيًا؟ الفروق بين الحساسية المرهفة واضطراب التفاعل العاطفي
![]() |
| هل أنا شخص حساس عاطفيًا؟ الفروق بين الحساسية المرهفة واضطراب التفاعل العاطفي |
قد تسمع أحيانًا من أحدهم: "أنت تبالغ في ردة فعلك"، أو "كن أقوى قليلًا!"، فتبدأ في التشكيك بمشاعرك وتتساءل: هل أنا حساس بشكل غير طبيعي؟ أم أنني فقط إنسان مرهف المشاعر؟ هذا المقال يوضح الفارق بين الحساسية العاطفية الصحية وبين ما يُعرف بـ اضطراب التفاعل العاطفي، وكيفية التفريق بينهما، مع نصائح عملية لفهم ذاتك وإدارتها.
ما هي الحساسية العاطفية؟
الحساسية العاطفية تعني استجابة شعورية قوية وسريعة تجاه المواقف المحيطة. الشخص الحساس قد يتأثر بكلمة، نظرة، أو تغير بسيط في نبرة صوت. وهذه ليست سمة سلبية بالضرورة، بل قد تدل على ذكاء عاطفي مرتفع، وتعاطف، وعمق شعوري.
علامات تدل على أنك حساس عاطفيًا
- تتأثر بسهولة من مواقف الآخرين أو نبرة أصواتهم.
- تفكر كثيرًا في ما قاله الآخرون أو كيف تصرفت.
- تشعر بعمق عند مشاهدة فيلم أو قراءة قصة.
- تستشعر مشاعر الآخرين بسرعة، حتى دون أن يعبروا عنها.
- تحتاج إلى وقت أطول لمعالجة المواقف الصعبة.
هل الحساسية أمر طبيعي؟
نعم، في معظم الحالات تعتبر الحساسية العاطفية سمة شخصية طبيعية، خاصةً إذا لم تؤثر بشكل سلبي على جودة حياتك أو علاقاتك. الكثير من الفنانين، الكتّاب، والمبدعين يمتلكون حساسية عالية ساعدتهم في التعبير والإبداع.
ما هو اضطراب التفاعل العاطفي؟
عندما تتحول الحساسية إلى مشكلة تُعيق التفاعل اليومي، قد تدخل في نطاق اضطراب نفسي يُعرف بـ اضطراب التفاعل العاطفي المفرط، والذي يُصنّف ضمن اضطرابات الشخصية أو اضطرابات المزاج.
أعراض اضطراب التفاعل العاطفي
- انفجارات شعورية غير متناسبة مع الموقف.
- نوبات بكاء متكررة دون سبب واضح.
- سهولة الاستثارة أو الغضب.
- مشاكل في العلاقات نتيجة المبالغة في تفسير السلوكيات.
- مشاعر دائمة بالرفض أو سوء الفهم.
ما الفرق بين الحساسية العاطفية واضطراب التفاعل؟
| الحساسية العاطفية | اضطراب التفاعل العاطفي |
|---|---|
| سمة شخصية طبيعية | اضطراب يحتاج إلى تدخل نفسي |
| تُدار بسهولة بالوعي الذاتي | تُعيق الأداء الاجتماعي والوظيفي |
| تزيد من التعاطف والذكاء العاطفي | تؤدي إلى عزلة أو سوء فهم متكرر |
ما الأسباب وراء الحساسية أو التفاعل الزائد؟
- عوامل وراثية: بعض الأشخاص يولدون بجهاز عصبي أكثر استجابة.
- تجارب الطفولة: النشأة في بيئة ناقدة أو غير آمنة.
- اضطرابات نفسية: مثل الاكتئاب أو اضطراب الشخصية الحدية.
- الحرمان العاطفي: عدم التقدير أو الاهتمام الكافي من المحيط.
كيف تتعامل مع حساسيتك العاطفية؟
1. افهم مشاعرك دون إصدار أحكام
لا تقل "أنا أبالغ"، بل قل "أنا أشعر الآن بشيء يستحق أن ألاحظه". هذا أول مفتاح للشفاء.
2. درّب نفسك على المرونة النفسية
المرونة لا تعني التجاهل، بل تعني احتواء المشاعر وتجاوزها بوعي وهدوء.
3. تجنّب البيئات السامة
إن كنت حساسًا، فأنت بحاجة لمحيط داعم وليس ناقدًا أو ساخرًا باستمرار. احمِ طاقتك.
4. استخدم تقنيات التنفس والاسترخاء
تنظيم التنفس واليقظة الذهنية (mindfulness) أدوات فعالة لإعادة التوازن العاطفي.
5. اطلب المساعدة عند الحاجة
إذا كانت حساسيتك تُسبب لك توترًا دائمًا أو تعيق علاقاتك، فلا تتردد في مراجعة مختص نفسي.
خلاصة: أن تكون حساسًا لا يعني أنك ضعيف
الحساسية العاطفية ليست عيبًا، بل دليل على عمقك الإنساني. لكن من المهم التفريق بينها وبين التفاعل المفرط الذي يسبب الأذى النفسي. الوعي، القبول، والتعامل الواعي مع المشاعر هو ما يجعلنا ننمو ونُزهر، لا أن نُطفأ.
هل تعتبر نفسك شخصًا حساسًا؟ وكيف تتعامل مع مشاعرك؟ شاركنا تجربتك، فقد تكون مصدر إلهام للآخرين!
