اضطراب الشخصية الحدية: فهم أعمق لأعراضه وأسبابه وطرق التعامل معه
 |
| اضطراب الشخصية الحدية: فهم أعمق لأعراضه وأسبابه وطرق التعامل معه |
اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder - BPD) هو اضطراب نفسي معقد يؤثر على كيفية تفكير الشخص، شعوره، وتصرفه تجاه نفسه والآخرين. يعاني المصابون به من تقلبات عاطفية حادة، صعوبات في العلاقات، وشعور مزمن بعدم الاستقرار.
أعراض اضطراب الشخصية الحدية
- تقلبات مزاجية حادة وسريعة.
- صعوبة في التحكم بالغضب.
- شعور بالفراغ الداخلي المستمر.
- خوف مفرط من الهجر أو الرفض.
- سلوكيات اندفاعية قد تكون مدمرة (مثل الإسراف، تعاطي المخدرات، أو إيذاء النفس).
- صعوبات في الحفاظ على علاقات مستقرة.
أسباب اضطراب الشخصية الحدية
تشير الأبحاث إلى أن اضطراب الشخصية الحدية ينشأ من تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية. دراسة نشرت في مجلة American Journal of Psychiatry (2017) أظهرت أن هناك ارتباطًا بين التغيرات في مناطق الدماغ التي تتحكم بالعواطف والسلوك لدى المصابين بـ BPD. كما أن التعرض لصدمات الطفولة مثل الإساءة أو الإهمال يلعب دورًا كبيرًا في تطور هذا الاضطراب.
طرق التعامل والعلاج
العلاج النفسي هو الأساس في إدارة اضطراب الشخصية الحدية. من أبرز أنواع العلاج المستخدمة:
- العلاج السلوكي الجدلي (DBT): يركز على تعليم مهارات التحكم في العواطف والتعامل مع الضغوط.
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يساعد في تعديل الأفكار السلبية والسلوكيات المدمرة.
- العلاج الدوائي: يُستخدم أحيانًا لعلاج الأعراض المصاحبة مثل الاكتئاب أو القلق، ولكن ليس كعلاج أساسي للـ BPD.
أبحاث حديثة ودعم علمي
بحسب مراجعة شاملة نشرت في Journal of Clinical Psychiatry (2022)، أثبت العلاج السلوكي الجدلي فعاليته في تقليل نوبات الأزمات وتحسين جودة الحياة للمصابين باضطراب الشخصية الحدية. كما توضح دراسة أخرى في Neuropsychopharmacology (2021) أن تقنيات تصوير الدماغ كشفت عن تحسن في وظائف المناطق المرتبطة بالتحكم العاطفي بعد تلقي العلاج النفسي المكثف.
نصائح لدعم الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية
- تقديم الدعم العاطفي دون حكم أو نقد.
- تعلم مهارات التواصل الفعّال.
- الاهتمام بتشجيع المريض على الالتزام بالعلاج.
- الاستعانة بمختصين عند الحاجة للحصول على دعم إضافي.
خلاصة
اضطراب الشخصية الحدية اضطراب معقد لكنه قابل للعلاج والدعم الفعّال. الفهم العميق لأعراضه وأسبابه يساعد في تقديم رعاية أفضل وتحسين نوعية الحياة للمصابين به. البحث العلمي المستمر يفتح آفاقًا جديدة للعلاج والدعم المستدام.
هل لديك تجربة مع اضطراب الشخصية الحدية؟ كيف تمكنت من التعامل معه أو دعم من تعرفهم؟
المصادر:
- American Journal of Psychiatry, 2017. Brain Structure and Function in Borderline Personality Disorder
- Journal of Clinical Psychiatry, 2022. Effectiveness of Dialectical Behavior Therapy in BPD
- Neuropsychopharmacology, 2021. Neural Changes Following Psychotherapy in Borderline Personality Disorder