تأثير الاستخدام المفرط لفيسبوك على المزاج والاكتئاب: نظرة نفسية حديثة

 

تأثير الاستخدام المفرط لفيسبوك على المزاج والاكتئاب: نظرة نفسية حديثة

تأثير الاستخدام المفرط لفيسبوك على المزاج والاكتئاب: نظرة نفسية حديثة


مقدمة

في السنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، وعلى رأسها منصة فيسبوك. ورغم فوائدها في التواصل ونقل المعلومات، إلا أن دراسات نفسية حديثة أشارت إلى وجود علاقة وثيقة بين الاستخدام المفرط لفيسبوك وزيادة معدلات القلق والاكتئاب، خاصة بين فئات عمرية معينة مثل المراهقين والنساء.

1. فيسبوك كمحفز للاكتئاب: ما الذي يحدث نفسيًا؟

يرتبط فيسبوك بعدة آليات نفسية يمكن أن تساهم في تدهور المزاج:

  • المقارنة الاجتماعية: رؤية صور ومشاركات "مثالية" لأشخاص آخرين قد تخلق شعورًا بالنقص والدونية.
  • الخوف من الفوات (FOMO): شعور المستخدم بأنه "متأخر" أو غير منخرط اجتماعيًا.
  • قلة التفاعل الإيجابي: نشر محتوى دون الحصول على إعجابات أو تعليقات قد يُفسّر نفسيًا على أنه "رفض اجتماعي".

2. دراسات نفسية حديثة

أظهرت دراسة نشرت في Journal of Social and Clinical Psychology عام 2022 أن الأشخاص الذين قللوا استخدام فيسبوك إلى أقل من 30 دقيقة يوميًا شهدوا انخفاضًا في أعراض القلق والاكتئاب مقارنة بمن استمروا باستخدامه بشكل مكثف.

كما أظهرت دراسات أخرى أن الاستخدام المفرط يرتبط بزيادة نسبة الأرق، وانخفاض جودة النوم، والتعرض للقلق المزمن.

3. الفئات الأكثر عرضة للتأثر

ليس جميع المستخدمين يتأثرون بنفس الطريقة، لكن الدراسات تشير إلى أن:

  • المراهقون أكثر تأثرًا بالمقارنة الاجتماعية والتنمر الإلكتروني.
  • النساء قد يتعرضن أكثر لضغوط الصورة المثالية والمظهر.
  • الأشخاص ذوو تقدير الذات المنخفض هم الأكثر عرضة للتأثر السلبي.

4. كيف يساهم فيسبوك في تشويه الواقع؟

المنصة تعرض غالبًا "اللحظات السعيدة" والمثالية، ما يعطي انطباعًا أن الجميع يعيش حياة أفضل. هذا يخلق فجوة بين الواقع الرقمي والواقع الفعلي، مما يؤدي إلى الإحباط والقلق والتشكيك في الذات.

5. الإدمان الرقمي وتأثيره على الصحة النفسية

الاستخدام المفرط لفيسبوك قد يتحول إلى إدمان حقيقي، يظهر من خلال:

  • التحقق المستمر من الإشعارات.
  • الانزعاج عند انقطاع الإنترنت.
  • قضاء وقت أطول من المخطط على التطبيق.

هذا النوع من الإدمان يسبب عزلة اجتماعية فعلية، واضطرابات في النوم، وفقدان التركيز، مما يساهم في تطور أعراض الاكتئاب.

6. هل يمكن تقليل التأثيرات السلبية؟

نعم. توجد عدة استراتيجيات لتقليل أثر فيسبوك على الصحة النفسية:

  • تحديد أوقات ثابتة ومحدودة لاستخدام التطبيق.
  • إلغاء متابعة الحسابات التي تثير القلق أو المقارنة.
  • تفعيل الإشعارات فقط لما هو ضروري.
  • استخدام أدوات تتبع الوقت على الهاتف.
  • الانخراط في نشاطات واقعية ترفع من التفاعل الاجتماعي الحقيقي.

7. فيسبوك وأدواره الإيجابية الممكنة

رغم سلبياته، يمكن استخدام فيسبوك بشكل إيجابي إذا تم التعامل معه بوعي، مثل:

  • الانضمام إلى مجموعات دعم نفسي.
  • متابعة محتوى متخصص في الصحة النفسية.
  • استخدامه لبناء علاقات ذات معنى.

خاتمة

فيسبوك كمنصة رقمية يمكن أن يكون أداة تواصل رائعة أو مصدر ضغط نفسي كبير، بحسب طريقة استخدامنا له. الوعي الذاتي، وضبط الوقت، واختيار المحتوى، عوامل أساسية لحماية صحتنا النفسية. وفي عالم رقمي يزداد زخمًا، يجب أن نستخدم التكنولوجيا بحكمة، لا أن نسمح لها بالتحكم في مزاجنا وراحتنا النفسية.

© 2025 علم النفس الحديث. جميع الحقوق محفوظة.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

🌸 شبكة أراباز — مواقعنا الأخرى

تابع المزيد من المواضيع المفيدة على مواقعنا التالية: