لماذا يصعب علينا نسيان من نحب؟ العلم يفسر التعلّق العاطفي

 

تعرف على الأسباب العلمية التي تجعل نسيان من نحب أمرًا صعبًا، وكيف يفسر علم النفس والعصبون آلية التعلق العاطفي. اكتشف خطوات عملية تساعدك على التحرر والنمو.

لماذا يصعب علينا نسيان من نحب؟ العلم يفسر التعلّق العاطفي

من أكثر الأسئلة التي يطرحها الأشخاص بعد الانفصال: "لماذا لا أستطيع نسيانه رغم مرور الوقت؟". الحقيقة أن التعلق العاطفي ليس مجرد شعور عابر، بل عملية معقدة يشارك فيها الدماغ، الهرمونات، والتجارب النفسية. في هذا المقال سنفكك علميًا لماذا يصعب علينا نسيان من نحب، وما هي الآليات العصبية والنفسية التي تجعل التعلق قويًا بهذا الشكل، بالإضافة إلى خطوات عملية تساعد على التحرر من هذه الحلقة.

ما هو التعلق العاطفي؟

التعلق العاطفي هو حالة نفسية وجسدية تجعل الفرد يشعر بالارتباط الشديد بشخص معين، بحيث يصبح وجوده جزءًا أساسيًا من شعوره بالأمان والسعادة. علم النفس التطوري يفسر التعلق كآلية بقاء، حيث يحتاج الإنسان منذ الطفولة إلى شخص يعتمد عليه ليشعر بالاستقرار.

أنواع التعلق

  • التعلق الآمن: علاقة متوازنة مبنية على الثقة والدعم.
  • التعلق القَلِق: خوف دائم من الهجر وفقدان الشخص.
  • التعلق التجنبي: صعوبة في الاقتراب العاطفي بسبب الخوف من الألم.
  • التعلق غير المنظم: مزيج من القلق والتجنب، غالبًا ناتج عن تجارب مؤلمة في الماضي.

لماذا يصعب علينا النسيان؟ التفسير العلمي

1. الدماغ يعامل الحب مثل الإدمان

دراسات التصوير العصبي أثبتت أن الحب ينشط نفس مناطق الدماغ المرتبطة بالإدمان، خصوصًا "مركز المكافأة" الذي يفرز الدوبامين. لذلك، فقدان العلاقة يشبه أعراض الانسحاب عند المدمن.

2. هرمونات التعلق

هرمونات مثل الأوكسيتوسين (هرمون العناق) والفازوبريسين تقوي الروابط العاطفية. كل لقاء أو تواصل مع الحبيب يعزز هذه المواد، مما يجعل الانفصال صعبًا على المستوى الكيميائي.

3. الذاكرة العاطفية

الذكريات المرتبطة بالشخص المحبوب تخزن في الدماغ مع شحنة عاطفية قوية. حتى بعد الانفصال، أي محفز بسيط (أغنية، مكان، رائحة) يعيد هذه الذكريات للحياة بقوة.

4. التوقعات غير المحققة

الانفصال لا يمحو الأحلام والخطط المشتركة التي بنيتها مع الطرف الآخر. العقل يظل متمسكًا بما كان يمكن أن يحدث، مما يصعّب عملية النسيان.

العوامل النفسية التي تعيق النسيان

  • الخوف من الوحدة: البعض يربط قيمته بوجود الآخر في حياته.
  • انخفاض تقدير الذات: يجعل الشخص أكثر تمسكًا بالعلاقة حتى لو كانت مؤذية.
  • الاعتياد: الروتين المشترك يترك فراغًا عند الانفصال.

كيف يساعدك علم النفس على التحرر؟

1. قاعدة "No Contact"

من أهم الأساليب العلاجية: التوقف عن أي تواصل مع الطرف الآخر لفترة كافية حتى يستعيد الدماغ توازنه الكيميائي.

2. إعادة بناء الهوية

ركز على من أنت بعيدًا عن العلاقة. مارس هواياتك، طور مهاراتك، وابدأ أهدافًا جديدة.

3. العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

يساعدك على إعادة صياغة الأفكار السلبية مثل "لن أجد شخصًا مثله" إلى أفكار أكثر واقعية وإيجابية.

4. الدعم الاجتماعي

مشاركة مشاعرك مع الأصدقاء أو المعالج النفسي تخفف من حدة التعلق وتدعمك في رحلة التعافي.

خلاصة

صعوبة نسيان من نحب ليست ضعفًا منك، بل نتيجة طبيعية لعمل الدماغ والهرمونات والذاكرة. لكن الخبر السار أن التعافي ممكن عبر فهم هذه الآليات والتعامل معها بوعي. كل خطوة نحو التحرر هي استثمار في نفسك ونموك الشخصي.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

🌸 شبكة أراباز — مواقعنا الأخرى

تابع المزيد من المواضيع المفيدة على مواقعنا التالية: