عندما يصبح الضحية متنمرًا: الوجه الخفي لعالم الإنترنت

 

🌐 عندما يصبح الضحية متنمرًا: الوجه الخفي لعالم الإنترنت

بقلم: أحمد لوصيف

في الفضاء الرقمي، تختلط الأدوار بين الجاني والمجني عليه، حيث يتحول بعض ضحايا التنمر إلى متنمرين جدد. فهل الإنترنت يصنع الوحوش أم يكشفها فقط؟

🧩 المقدمة

في زمنٍ تتقاطع فيه الهويات الرقمية، يختلط دور “الضحية” و”المتنمر” بطريقة غير مسبوقة. فكم من شخصٍ تعرض للتنمر ثم تحوّل لاحقًا إلى متنمر جديد على الآخرين؟ هذه الحلقة المفرغة من العنف النفسي تثير سؤالًا مؤلمًا: هل الإنترنت يصنع الوحوش أم يكشفها فقط؟

💢 من الضحية إلى الجلاد

تُظهر الدراسات النفسية أن كثيرًا من ضحايا التنمر الرقمي يميلون إلى تكرار نفس السلوك تجاه غيرهم لاحقًا، في محاولة لاستعادة السيطرة أو الانتقام من التجربة السابقة. الإنترنت يمنح هؤلاء شعورًا مؤقتًا بالقوة، حيث يمكنهم الرد من وراء شاشة دون خوف أو مواجهة مباشرة. وهكذا يولد ما يُعرف بـ “دورة التنمر الرقمية”.

⚠️ العوامل النفسية وراء التحول

يشير علماء النفس إلى أن هذا التحول ينبع من آلية دفاعية تُعرف بـ “التعويض”، إذ يحاول الفرد استعادة احترامه لذاته من خلال ممارسة نفس السلوك الذي آذاه. كما أن سهولة إخفاء الهوية في الفضاء الرقمي تشجع بعض الأفراد على إطلاق العنان لعدوانيتهم المكبوتة.

📱 الإعلام والدراما: هل تشرعن العنف اللفظي؟

المحتوى الرقمي اليوم لا يخلو من التنمر المبطّن: مقاطع ساخرة، منشورات هجومية، وتعليقات تسخر من المظهر أو الرأي. حتى بعض البرامج الترفيهية تروّج للسخرية كوسيلة للضحك. هذا التطبيع الخفي مع العدوان اللفظي يجعل التنمر يبدو “مقبولًا اجتماعيًا”، خاصة لدى المراهقين.

⚖️ المجتمع بين الإدانة والتبرير

المفارقة أن المجتمع أحيانًا يتعاطف مع المتنمر إذا كان ضحية سابقة، مبررًا له سلوكه كرد فعل. لكن هل يُبرر الألم الإساءة؟ هل الانتقام الرقمي علاجٌ أم دمار جديد؟ هذا النقاش المفتوح يطرح مسؤولية الأفراد والجماعات في كسر دائرة الأذى المستمرة.

💡 الخلاصة

الإنترنت لا يصنع الوحوش، لكنه يكشف هشاشتنا النفسية حين لا نُواجه الألم بالوعي. الضحية لا تُشفى حين تتحول إلى متنمر، بل تُضاعف جراحها وجراح الآخرين. الإصلاح يبدأ من الاعتراف، ومن شجاعة كسر دائرة التنمر بالرحمة بدل الانتقام.

❓ قسم الأسئلة الشائعة

  • هل يمكن أن يكون المتنمر ضحية في الأصل؟
    نعم، كثير من المتنمرين مرّوا بتجارب قاسية جعلتهم يعيدون إنتاج نفس الألم على الآخرين.
  • كيف يمكن كسر دورة التنمر؟
    بالتوعية النفسية، والتدريب على مهارات ضبط الانفعالات، والتشجيع على الحوار بدل الانتقام.
  • ما دور المنصات الرقمية في الحد من الظاهرة؟
    عبر تطوير أدوات الإبلاغ الذكي، وحظر الحسابات المسيئة، وتثقيف المستخدمين بمبادئ التواصل الآمن.

📰 مقال جدلي تحليلي - © بقلم أحمد لوصيف

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

🌸 شبكة أراباز — مواقعنا الأخرى

تابع المزيد من المواضيع المفيدة على مواقعنا التالية: