شبكات التواصل الاجتماعي: هل هي منصة للتعبير أم مسرح للتنمر؟

 

📱 شبكات التواصل الاجتماعي: هل هي منصة للتعبير أم مسرح للتنمر؟

بقلم: أحمد لوصيف

تحت شعار الحرية، أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي سلاحًا ذا حدين؛ فهي تتيح التعبير عن الرأي لكنها في الوقت نفسه فتحت الباب أمام التنمر الرقمي والتشهير. فهل الحل في فرض رقابة أم في توعية المستخدمين؟


🧩 المقدمة

لم تعد شبكات التواصل الاجتماعي مجرد وسيلة ترفيه أو تواصل بين الأصدقاء، بل تحولت إلى ساحة ضخمة يتصارع فيها الرأي والرأي الآخر، وينكشف فيها الوجه المظلم لما يسمى "حرية التعبير". فبين التغريدات والمنشورات، تُطلق الكلمات كالسّهام، لتصيب أحيانًا أشخاصًا لم يفعلوا سوى التعبير عن آرائهم. هنا يُطرح السؤال الجدلي: هل أصبحت هذه الشبكات فضاءً للتعبير، أم مسرحًا للتنمر الرقمي؟

💬 حرية التعبير... أم فوضى رقمية؟

يقول البعض إن شبكات التواصل هي آخر معاقل الحرية في عالم يخنقه التقييد السياسي والاجتماعي، إذ تمنح كل شخص صوتًا ومنبرًا. لكن في الجهة المقابلة، يرى آخرون أن هذه الحرية تحولت إلى فوضى، تُمارس فيها أشكال التنمر والإساءة دون رادع أو قانون. بين الرأيين تقف الحقيقة على خط رفيع: ما حدود الحرية؟ ومتى تتحول الكلمة إلى أداة أذى؟

⚖️ الجانب النفسي والاجتماعي للتنمر الرقمي

تشير دراسات حديثة إلى أن أكثر من 35% من المراهقين تعرضوا لنوع من أنواع التنمر عبر الإنترنت، سواء من خلال تعليقات جارحة أو صور مسيئة أو حملات تشويه. تأثير هذه التجارب لا يتوقف عند الشاشة، بل يمتد إلى اضطرابات نفسية مثل القلق، فقدان الثقة بالنفس، وحتى الاكتئاب الحاد. والمشكلة الأكبر أن المتنمرين يجدون في عالم الإنترنت ملاذًا من العقاب بفضل خاصية “الهوية المجهولة”.

🕵️‍♂️ هل الحل في القوانين أم في الوعي؟

يرى بعض الخبراء أن الحل يكمن في تشديد القوانين ضد التنمر الإلكتروني، بينما يرى آخرون أن العقوبات وحدها لا تكفي، فالمشكلة أعمق من ذلك. الحل الحقيقي، كما يقول علماء الاجتماع، يبدأ من الوعي الرقمي، وتعليم الأطفال والشباب كيف يتصرفون في الفضاء الافتراضي كما لو كانوا في الواقع تمامًا.

🌍 الإعلام ودوره في خلق ثقافة الاحترام الرقمي

تلعب الصحافة دورًا حاسمًا في توعية الجمهور بخطر التنمر الرقمي، خاصة في زمن تنتشر فيه الأخبار الزائفة والشائعات بسرعة البرق. فالمقال الصحفي المسؤول لا يكتفي بنقل الحدث، بل يزرع قيم الحوار والاحترام، ويكشف التناقض بين "الحرية" و"الإساءة" التي تمارس تحت غطائها.

💡 الخلاصة

قد تبدو شبكات التواصل الاجتماعي مرآة لعصرنا الحديث، لكنها أحيانًا تعكس وجوهًا مشوهة بفعل الكراهية والتنمر. وبين من يراها أداة تعبير ومن يصفها بأنها أداة دمار اجتماعي، يبقى الحل في التوازن: حرية مسؤولة، لا حرية مطلقة.

❓ قسم الأسئلة الشائعة

  • هل يمكن الحد من التنمر الرقمي فعلاً؟
    نعم، عبر التوعية المستمرة، وفرض قوانين صارمة، وتطوير أدوات ذكاء اصطناعي ترصد الخطاب المسيء.
  • ما دور الأهالي في الحماية؟
    مراقبة استخدام الأبناء للإنترنت، والتحدث معهم بانتظام عن أخلاقيات التواصل.
  • هل يمكن أن يؤدي التنمر الرقمي إلى أزمات نفسية حقيقية؟
    بالتأكيد، وقد رُصدت حالات اكتئاب وانعزال وحتى انتحار بسبب التنمر الإلكتروني.

📰 مقال جدلي تحليلي - © بقلم أحمد لوصيف

أحدث أقدم

نموذج الاتصال

🌸 شبكة أراباز — مواقعنا الأخرى

تابع المزيد من المواضيع المفيدة على مواقعنا التالية: